أنتبهي
تتأملين هذه التلال الخضراء في جنب الوادي
والأزهار الصفراء تتراقص تشريفا لقدومك
ونسيم البحر يداعب شعرك
وأنتِ تمسكين فرشاة الوانك
تريدين الاحتفاظ برسمة
على شقفة قماش تذكّرك كم بلدكِ جميل
كم أنتِ بريئة
و فستانك المزيّن بالعناقيد يقطر خمرا و حبّا
هل تعلمين سيّدتي
أدونيس مرّ من هنا
بطل من أبطال الأساطير لم يبق له أثر
وأسوأ ما في الأمر أن قد مزّقه خنزير
و ما زالت عشتروت بالانتظار
و ما زال دمه يفيض كلّ سنة مع الأنهار
ومات الخنزير من بعده بصمت
نجا بفعلته تحت عين الأقدار
أما أدونيس فصار قصّة و أخبار
أيتها الجميله الحسّاسة
لقد رسمتِ طبيعةً بلا حياة
قد أخفت تحت ترابها أموات
وشربت دموع كثيرٍ من السيّدات
عزيزتي
لا تنغرّي بالمظاهر
ودعي عنك هذه الفرشاة
ولا تحاولي ان تتركي رسم الارض لترسمي البحر
فكم غرق في بحرنا الهاربون من الظلم
و كم ضاقت سمائنا بالظلمات
عزيزتي لا ترسمي بلدي
فبلادي بشعة بشعة فانتبهي
واقبح ما فيها أن من يقتلنا بلا رحمة إسمه مرتبطٌ بالسماوات
فاحملي قلماً أو أصرخي
ودعي تلك الفرشاة.
عدنان خليفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق